التوحــــــــــيد
الموضــــوع الأول
الســــمعيات
عرف السمعيات ؟ وما طرق ثبوتها ؟ وما حكم الإيمان بها ؟
تعريف السمعيات : هي الأمور التي لا تؤخذ إلا بالسماع من الصادق ولا يستقل العقل بإدراكها .
طرق ثبوتها : تثبت بالكتاب والسنة
حكم الإيمان بها : واجب
وقد أشار ناظم الخريدة إلي هذه السمعيات وأنه يجب الإيمان بها بقوله :
ويلزم الإيمان بالحســـاب * والحشر والعقاب والثــواب
والنشر والصراط والمـيزان * والحوض والنيران والجـنان
والجن والأملاك ثـم الأنبياء * والحور والولدان ثم الأوليـاء
الموضــــوع الثــــاني
ســؤال القـــــبر
ما المراد من سؤال القبر ؟ ولماذا عبر عنه بسؤال القبر؟ وما حكم الإيمان به ؟ وما حكم من أنكره
المراد من سؤال القبر : سؤال العبد بعد موته وإن لم يقبر أكلته السباع ، أو الأسماك أو حرقته النار أو ذرته الرياح .
حكم الإيمان بسؤال القبر : يجب الإيمان بسؤال القبر ، فسؤال الملكين للميت عن ربه ودينه ونبيه أمر ممكن عقلاً ، وقد ورد به الكتاب والسنة وأجمع عليه جمهور الفقهاء .
حكم منكره : بدعة وضلالة .
ما الدليل علي سؤال القبر من الكتاب والسنة ؟
الدليل علي سؤال القبر :-
أولا من الكتاب
1- قوله تعالي ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) إبراهيم27
قال بن عباس في تفسير هذه الآية : الشهادة يسألون عنها في قبورهم بعد موتهم
وقال عكرمة في تفسيرها : يسألون عن الإيمان بمحمد صلي الله عليه وسلم وأمر التوحيد فيجب بما يوافق ما مات عليه من إيمان أو كفر أو شك .
2- ومنه قوله تعالي : ( قالوا رنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا ) غافر 11
ثانياً : من السنة : -
1- ما روي عن سيدنا عثمان رضي الله عنه قال كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : ( استغفروا لأخيكم فإنه الآن يسأل )
2- وما روي : أنه بعد انصراف الناس من دفن الميت يأتيه ملكان يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير يقعدانه فيعيد الله الروح فيه ، فيحيا حياة متوسطة بين الموت والحياة المعروفة ويرد إليه من الحواس والعقل ما يتوقف عليه فهم الخطاب ، ويتأتي معه رد الجواب حين يسأل ، وعندئذ يقول الملكان له : من ربك ؟ وما دينك؟ وما تقول في الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول المؤمن ربي الله وديني الإسلام والرجل المبعوث فينا محمد صلي الله عليه وسلم فيقولان له : أنظر إلي مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً في الجنة فيراهما جميعاً ، وأما الكافر والمنافق فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقولان له : لا دريت ولا تليت ثم يصيبه من العذاب ما قدر الله له.
هل السؤال يكون أيضاً لمن أكلته السباع والأسماك أو حرقته النار وذرته الرياح ؟ ومـــتي يكون سؤال القبر وما أسم الملكين اللذين سألان الميت في قبره ؟ وما كيفية السؤال ؟ وبماذا يجيب الميت ؟ مع ذكر الدليل
نعم هذا السؤال يقع للميت : ولو تمزقت أعضاؤه أو أكلته السباع أو حرق وسحق وذري في الهواء والله قادر علي كل شئ .
وقت سؤال القبر : يكون سؤال القبر بعد انصراف الناس من دفن الميت .
اسم الملكان اللذان يسألان الميت : يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير .
كيفية السؤال : بعد انصراف الناس من دفن الميت يأتيه الملكان فيقعدانه وعندئذ يقول الملكان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ وما تقول في الرجل الذي بعث فيكم ؟
جواب الميت :
يقول المؤمن : ربي الله وديني الإسلام والرجل المبعوث فينا محمد صلي الله عليه وسلم فيقولان له : أنظر إلي مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً في الجنة فيراهما جميعاً
أما الكافر والمنافق فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه . فيقولان له : لا دريت ولا تليت ثم يصيبه من العذاب ما قدر الله له .
هل السؤال للروح فقط أم للروح والبدن ؟ وما موقف الأنبياء والشهداء من سؤال القبر ؟
السؤال في القبر : يكون للروح والبدن بدليل الحديث المتقدم .
موقف الأنبياء والشهداء من سؤال القبر : الأنبياء والشهداء والصديقين لا يُسألون .
المناقشة
س1: ما المراد من سؤال القبر؟ ولماذا عبر عنه بذلك؟ وما حكم الإيمان بسؤال القبر؟ وما حكم منكرة ؟
س2: ما الدليل العقلي والنقلي علي سؤال القبر؟ وما حكم من تمزقت أعضاؤه أو أكلته السباع أو حرقته النار وذرته الرياح ؟
س3: كيف يكون سؤال القبر؟ ومتي يكون السؤال ؟
الموضـــــوع الثـــالـث
نعـــيم القــــبر وعـذابـه
من السمعيات الإيمان بنعيم القبر وعذابه . فما حكم الإيمان بهما ؟ وما دليل الحكم من الكتاب والسنة ؟ وما حكم إنكار نعيم القبر وعذابه ؟
حكم الإيمان بنعيم القبر وعذابه : يجب الإيمان بنعيم القبر وعذابه ، فقد ورد بهما الكتاب والسنة وأجمع عليهما جمهور الفقهاء.
والدليل علي نعيم القبر وعذابه :
أولاً من الكتاب :
1- قوله تعالي : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) آل عمران 169،170
2- وقوله تعالي في قوم نوح : ( أغرقوا فأدخلوا ناراً ) نوح 25
3- وقوله تعالي في آل فرعون : ( النار يُعرضون عليها غُدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) غافر 46
ما تدل عليه هذه الآية :
أن إدخالهم النار يكون في يوم القيامة، وعرضهم علي النار بعد موتهم إلي قيام الساعة؟ وبهذا ثبت أن في القبر عذاباً فهذه الآية تثبت عذاب القبر .
ثانياً من السنة :
1- قوله صلي الله عليه وسلم : ( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )
2- وما روي عنه صلي الله عليه وسلم : أنه مر بقبرين فقال ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر لا يستبرئ من بوله ).
حكم إنكار نعيم القبر وعذابه : إنكار نعيم القبر وعذابه بدعة وضلالة .
ذهب بعض المعتزلة إلي إنكار سؤال القبر ونعينه وعذابه ) . فما شبهتهم في ذلك ؟ وبم يجاب علي هذه الشبهة إجمالاً وتفصيلاً ؟
شـبهـتهـم : أن السؤال والجواب واللذة والألم لا تتصور بدون حياة ، ولا حياة مع فساد البنية وفنائها ، والمشاهدة تساعد علي هذا الإنكار ، فإننا نشاهد المقتول أو المصلوب يبقي مدة من غير تحرك وتكلم ولا أثر تلذذ أو تألم ، وربما يدفن في مكان ضيق ى يتصور فيه جلوسة ربما تأكله السباع أو تحرقه النار فيصير رماداً تذروه الرياح فالقول مع هذا بسؤال القبر وعذابه ونعيمه غير معقول .
ويجاب عن هذه الشبهة إجمالاً : أن ما ذكره المنكرون لا يدل علي استحالة هذه السمعيات وإنما يدل علي استبعادها والاستبعاد لا ينافي إمكانها .
والجواب تفصيلاً :
1- أن قولهم لا حياة مع فساد البنية : ممنوع لأنه لا يشترط في تحقيق الحياة البنية ولو سلمنا باشتراطها فلا مانع من أن يحفظ الله من الجزاء جزءاً تقوم به الحياة والإدراك ولا يلزم في الحياة البرزخية أن تتعلق الروح بكل البدن بل يكفي في تحقيقها تعلق الروح بأي جزء منه وعند ذلك يعذب الميت أو ينعم .
وعدم رؤيتنا لا يضر : فإن الواحد منا يجلس بجوار النائم ويكون النائم في ألم شديد أو لذة عظيمة والجالس بجانبه لا يشعر بشئ ، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي وهو جالس مع صحابته ولا يشعرون بشئ إلا بإخبار النبي لهم بما أوحي إليه .
2- وقولهم قد يدفن الميت في لحد ضيق لا يتصور فيه الجلوس : فالجواب عليه أنه لا مانع من أن يوسع الله اللحد .
3- وقولهم : نري الميت يبقي مدة من غير تحرك وتكلم : ليس بحجة فإنه ليس ببعيد أن لا يشاهد الناظر ما يجري علي الميت لحكمة يستبعدها .
فهـذه الشـبهة : لا تدل علي استحالة عذاب القبر ونعيمة
فائــــــدة : نعيم القبر : يكون لمؤمني هذه الأمة وغيرها وللمكلفين وغيرهم
وعــذاب القبر : يكون للكافر والمنافق وهو دائم وينقطع عمن خفت جرائمهم من العصاة وقد يرفع بدعاء أو صدقة .
المناقشة
س1 : ما حكم الإيمان بنعيم القبر وعذابه ؟ وما حكم الإيمان بهما ؟ ومنكرهما ؟ مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة .
س2 : أنكر بعض المعتزلة نعيم القبر وعذابه ، فما شبهتهم ؟ وما الجواب عليها إجمالاً وتفصيلاً ؟
الموضــــوع الـرابـع
النشـر والبعـــث
ما النشر ؟ وما البعث ؟ وهل النشر والبعث متغايران ؟ وما حكم الإيمان بالنشر ؟ وما حكم منكره ؟ وهل النشر أمر ممكن عقلاً ولماذا ؟ وما الدليل العقلي والنقلي علي ذلك ؟
تعريف النشر والبعث : النشر والبعث معناهما واحد وهو إحياء الله الموتي وإخراجهم من قبورهم بعد جمع أجزائهم الأصلية .
قيل : النشر والبعث متغايران : فالبعث : إحياء الله الموتي والنشر : إخراجهم من القبر .
حكم إيمان بالنشر : واجب .
حكم منكره : كافر لإنكاره معلوماً من الدين بالضرورة .
والنشر أمر ممكن عقلاً : لأنه ورد بالكتاب والسنة وأجمعت عليه الشرائع فيجب الإيمان به
والدليل علي إمكان النشر عقلاً : أن أجزاء الميت قابلة للإعادة والتأليف والحياة ، والله عالم بأجزاء كل بدن ، وقادر علي إعادتها وإحيائها ، وإذا كانت الأجزاء قابلة للإعادة والتأليف والحياة ، وكان الله عالماً بها وقادراً علي إعادتها وإحيائها كان النشر ممكناً عقلاً .
الدليل النقلي علي وقوع النشر من الكتاب والسنة :
أولاً الدليل من الكتاب :-
1- قوله تعالي : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن ثن لتنبؤن بما عملتم وذلك علي الله يسير ) التغابن 7
2- وقوله تعالي : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) الروم 27
3- وقوله تعالي : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أُخري ) طه 55
4- وقوله تعالي : ( ..... قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل شئ عليم ) يس 78 ،79
ثانياً الدليل من السنة :
ما روي أن أبي بن خلف خاصم النبي صلي الله عليه وسلم وأتاه بعظم رمّ وبلي قبضه ففتته وقال : يا محمد أتري الله يحي هذا بعدما رم ؟ ، قال النبي صلي الله عليه وسلم ( نعم ويبعثك ويدخلك النار )
المناقشة
س : عرف النشر والبعث ، وهل هما بمعني واحد ؟ وما الدليل علي إمكان البعث ووقوعه عقلاً ؟ وما الدليل عليه من الكتاب والسنة ؟ وما حكم الإيمان به ؟ وما حكم منكره ؟
الموضـــوع الخـامـس
الحشــــــــر
ما الحشر ؟ وما حكم الإيمان به وما حكم منكره ؟ ولماذا ؟ وما الدليل عليه ؟
المراد بالحشر : سوق العباد بعد بعثهم إلي موقف الحساب للقضاء بينهم .
حكم الإيمان به : الإيمان بالحشر واجب لأنه ثبت بالنصوص الشرعية .
حكم منكره : كافر لإنكاره معلوماً من الدين بالضرورة .
الدليل عليه :
1- قوله تعالي : ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير ) ق 44
2- وقوله تعالي : ( ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركآؤكم الذين كنتم تزعمون ) الأنعام 22
ما أحوال الناس في الحشر ؟
أحوال الناس في الحشر مختلفة :-
1- فمنهم الراكب 2- ومنهم الماشي علي رجليه وه قليلو العمل
3- ومنهم الماشي علي وجهه وهم الكفار
4- ومنهم من يحشر علي صورة القردة وهم الزناة
5- ومنهم الأعمي وهو الجائر في الحكم
6- ومنهم الأصم والأبكم وهو المعجب بعمله
7- ومنهم من يمضع لسانه ويسيل العرق المنتن من فيه وهو الوعاظ الذين تخالف أعمالهم أقوالهم
8- ومنهم من هو أشد نتناً من الجيفة وهم المقبلون علي الشهوات المانعون للزكاة
من أول من تنشق عنه الأرض يبعث ، ومن أول من يرد المحشر، ومن أول من يدخل الجنة؟
أول من تنشق عنه الأرض ويبعث وأول من ير المحشر ، وأول من يدخل الجنة : هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .
ما أنواع الحشر ؟
أنواع الحشر أربعة
1- حشران في الآخرة
الأول : ما ذكر وهو سوق العباد بعد بعثهم إلي موقف الحساب للقضاء بينهم .
والثاني : سوق الناس من موقف الحساب إلي الجنة أو النار بعد محاسبتهم .
2- وحشران في الدنيا :
الأول : إخراج النبي صلي الله عليه وسلم لليهود من المدينة إلي الشام
والثاني : سوق النار التي تظهر يوم القيامة من عدن جميع الأحياء إلي المحشر فتبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا .
المناقشة
س1- ما المقصود بالحشر ؟ وما حكم الإيمان به ؟ مع ذكر الدليل عليه ؟ وما حكم منكره ؟ ولماذا وما الفرق بين الحشر والنشر ؟
س2- ما أحوال الناس في الحشر؟ وما أنواع الحشر ؟ ومن أول من يرد المحشر ؟ ومن أول من تنشق عنه الأرض ؟

شكرا لكم نورتو موضوعي

:)