مع عظيم الثواب المترتب على قراءة القرآن، إلا أن الله تعالى أمرنا بالتدبر قول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنـزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29]
وأمرنا لتحقيق هذه الغاية ؛ لأنها الباب المشرع، والطريق الأقوى في الوصول إلى الحقيقة، وتثبيت الإيمان، وزوال الشُبَهِ، ورفع الريب، واكتساب العلوم
لو تتبعنا السنوات الماضية لوجدنا ان سبب الذل والهوان الذي أصاب هذه الامة الاسلامية هو البعد عن تدبر ايات القران وتطبيق احكامه ودرساته فالقران ليس فقط لـ التلاوة
قال ابن عمر رضي الله عنه: لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن، ثم قال: لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره! ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، ينثره نثر الدقل"
إن الخلل الذي تواهه الأمة الإسلامية الخلل في التعامل مع كتاب الله وأن الصحابة والتابعين نبّهوا إلى هذا الخلل، وحذروا منه، ليقينهم بأن آثار هذا ستظهر على السلوك والمعاملة والأخلاق
إن الحل المناسب لهذا الخلل هو نشر التوعية ونشر علوم القران ومفهوم تدبر ايات القران وتربية جيل جديد يتعلم كل كلمة وحرف في القران ليس فقط حفظه بل التدبر اهم من الحفظ
تفسير السعدي
( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ) أي: هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود.
تفسير البغوي
( لِيَدَّبَّرُوا ) أي: ليتدبروا, ( آيَاتِه ) وليتفكروا فيها, قرأ أبو جعفر "لتدبروا" بتاء واحدة وتخفيف الدال, قال الحسن: تدبر آياته: اتباعه
تفسير الطبري
وقوله ( كِتَابٌ أَنـزلْنَاهُ إِلَيْكَ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : وهذا القرآن ( كِتَابٌ أَنـزلْنَاهُ إِلَيْكَ ) يا محمد ( مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ) يقول: ليتدبَّروا حُجَج الله التي فيه, وما شرع فيه من شرائعه, فيتعظوا ويعملوا به.
تفسير الميسر
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ هذا الموحى به إليك -أيها الرسول- كتاب أنزلناه إليك مبارك؛