إعــداد الأسـتـاذ محمد إسماعيل عتوك
قال الله تعالى في سورة يوسف :
} وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ
قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {
(يوسف: 30) .
الســـؤال :
لماذا قال تعالى : ? وَقَالَ نِسْوَةٌ ? ، لم يقل : ( وقالت نسوة ) ؟
وما بيان وجهه في العربية ؟
الجــواب :
أولاً- النسوة : اسم جمع ، لا واحد له من لفظه ، ويقال في جمع : المرأة .
كما يقال : القوم في جمع : المرء .. ومثله في ذلك : النساء ، والنسوان .
والفرق بينه ، وبينهما : أن النسوة جمع قلَّة . والنساء جمع كثرة .
والألف والنون في النسوان للمبالغة في الكثرة .
ثانيًا- يجوز في العربية تذكير الفعل وتأنيثه في الحالات الآتية :
1- إن يكون الفاعل المسند إليه ذلك الفعل جمع تكسير لمذكر، أو مؤنث ؛
كقولك: قام رجال ، وقامت رجال . وجاءت الفواطم ، وجاء الفواطم ..
والأفضل التذكير مع المذكر ، والتأنيث مع المؤنث، إلا أن يفصل بينهما
بفاصل فحينئذ يكون التأنيث أفضل .
2- أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقيًا مفصولاً بينه ، وبين فعله بفاصل، غير
( إلا ) ؛ كقولك : حضرت المجلس امرأة ، وحضر المجلس امرأة ..
والتأنيث أفصح . فإن كان الفاصل ( إلا) ، وجب تذكير الفعل ؛
كقولك : ما قام إلا فاطمةُ .
3- أن يكون الفاعل مؤنثًا مجازيًا ظاهرًا . أي: ليس بضمير ؛
كقولك : طلعت الشمس ، وطلع الشمس .. والتأنيث أفصح .
4- أن يكون الفاعل مؤنثًا ظاهرًا، والفعل ( نعم )، أو ( بئس )،
أو ( ساء ) التي للذَّمِّ ؛ كقولك : نعمت هند ، ونعم هند . وبئست هند ،
وبئس هند . وساءت هند، وساء هند .. والتذكير في ذلك كله أجود .
5- أن يكون الفاعل ضميراً منفصلاً لمؤنث ؛ كقولك : إنما قامَ هي ،
وإنما قامت هي . والأحسن ترك التأنيث
6- أن يكون الفاعل مذكرًا مجموعًا بالألف والتاء ؛
كقولك : قام الطلحات ، وقامت الطلحات .. والتذكير أحسن .
7- أن يكون الفاعل ضميرًا يعود إلى جمع تكسير لمذكر عاقل ؛ كقولك :
الرجال جاءوا ، والرجال جاءت .. والتذكير بضمير الجمع العاقل أفصح .
8- أن يكون الفاعل ملحقًا بجمع المذكر السالم ؛ كقولك : قام بنو فلان ،
وقامت بنو فلان . ومن الثاني قوله تعالى :
} قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ {
(يونس: 90) .
9- أن يكون الفاعل اسم جنس جمعيًّ ، أو اسم جمع . فالأول كقولك :
قال ، وقالت العرب ، أو الروم ، أو الفُرْس ، أو التُّرك . وأورق الشجر،
وأورقت الشجر .. والثاني كقولك : جاء ، وجاءت النسوة ، أو النساء ،
أو القوم ، أو الرهط، أو الإبل .
وعلى الثاني جاء قوله تعالى :
} وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ {
(يوسف: 30) ..
فإن تقدم الفاعل على الفعل ، وجب تأنيث الفعل ؛ كما في قوله تعالى :
}مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ {
(يوسف: 50) .