بقلم د. عصام عبد القادر الشهابي
تتربع الدكتوراه قمة هرم الدرجات العلمية الأكاديمية ، التي تمنح عن الأبحاث العلمية . و لا شك في أن قوام الدكتوراه البحث الإبداعي و الأعمال الإنشائية البارزة ، و الإضافة الثرية إلى المعرفة الإنسانية ، إذ المفروض أن الباحث قد بدأ من حيث انتهى غيره ، ليسير بالعلم خطوة أخرى إلى الأمام .
و خلافاً لبحث الماجستير فإن بحث الدكتوراه يكون أكثر عمقاً و أصالة ، و أكثر دلالة على سعة إطلاع الباحث ، و قدرته على استخدام المناهج العلمية في البحث . و غالباً يطمح باحث الدكتوراه إلى تقديم الجديد و الابتكار و الإبداع ، غير أن المعول عليه في الحكم على البحث لا يقاس عادة بمدى السعي وراء الإبداع فقط و إنما بمدى تناوله لمشكلة جديدة و وصف الظواهر و الحوادث و عرضها و تفسيرها و عرض الحلول الممكنة و جلاء الغموض الذي يكتنف مفاهيم سابقة في مجالات العلوم و العارف و الثقافات .
و تقدير القيمة العلمية لبحث الدكتوراه إنما يقاس بعدة أمور منها مقدار ما يضيفه إلى المعرفة العلمية و الإنسانية و منها مقدار ما تحقق للباحث من تأهيل و تكوين الشخصية العلمية الرصينة و الجادة على نحو يجعله قادراً على إنتاج أعمال علمية رفيعة المستوى من غير حاجة إلى من يشرف عليه و يوجهه و منها أيضاً الوثوق به كباحث متخصص يتحمل مسؤولية المساهمة في النهضة العلمية لمجتمعه في ميدان تخصصه العلمي .