جوانب إعداد المعلم
1- الجانب الثقافي :
يهتم هذا الجانب بتزويد المعلم بثقافة عامة تتيح له التعرف على علوم أخرى غير تخصصه وإكسابه الخبرات المتعلقة بشؤون الحياة على وجه العموم ، فالثقافة شرط أساسي لمهنة التعليم ، وكلما ازدادت المعلومات العامة للمعلم ، كان أقدر على احترام المتعلمين له وثقتهم به وعلى مواجهة المواقف العملية المختلفة التي تدعو المعلم لإبداء الرأي فيها ، كما تساعده الثقافة العامة على نضج شخصيته واتساع أفقه ، وعلى القيام بدوره الاجتماعي في التعرف على مشكلات البيئة المحلية التي يعيش فيها وفي هذا الجانب يمكن التركيز على :
1- الإلمام بالموضوعات التي تفرضها المشكلات المعاصرة : البيئية و الصحية والاجتماعية ، وحقوق الإنسان والسلام العالمي .
2- مقررات الثقافة العامة مثل : اللغات والتربية الوطنية والقومية والدينية والتربية البدنية والمعلوماتية .. إلخ
2 – الجانب التخصصي:
ونعني به جميع الخبرات التي ينبغي أن يكتسبها الطالب المعلم في المجال الذي يعد لتدريسه ، بما يكون لديه أساسا قويا يمكنه من تقديم خبرات هذا المجال إلى المتعلمين عن فهم عميق لمفاهيمها واستيعاب كامل لحقائقها وإدراك محيط بأهم تطبيقاتها وبالتطورات المعاصرة فيها . فإذا كان الطالب المعلم يعد ليكون معلم صف فإن الجانب التخصصي في إعداده يحتوي على جميع المقررات الدراسية التي سوف يقوم بتعليمها للمتعلمين في ذلك الصف الذي عادة ما يكون أحد الصفوف الدراسية في الحلقة الأولى أو الدنيا من التعليم الأساسي أو الابتدائي .
3 – الجانب التربوي :
ونعني به جميع الخبرات التي ينبغي أن يكتسبها الطالب المعلم بما يساعده على تحقيق الآتي على وجه الخصوص :
1 – فهم طبيعة المتعلم وتكوينه ومعرفة خصائص ومراحل نموه وأهم مشكلاته .
2 – معرفة نظريات التعلم وأساليبه وطرائقه وأدواته وإكتساب المهارة في تطبيقها .
3 – دراسة المتطلبات التربوية المتعلقة في المجتمع , مثل : دور التربية في المجتمع بدءً في تحقيق أهدافه وحل مشكلات وصولا ً إلى قيادة حركة التغيير واستشراف حاجات المستقبل .
4 – التعرف على أهم جوانب تطور الفكر التربوي قديماً وحديثاً وبخاصة الفكر التربوي الذي يستند إلى النظريات التربوية الفعالة والتي أثبتت نجاحها في ميدان التجريب والتطبيق .
5 – الإلمام بفعاليات عملية التعليم والتعلم المطلوبة من المعلم بالنسبة لكل من : المناهج الدراسية – وتقنيات التعليم – الإدارة المدرسية – توجيه المتعلمين وإرشادهم – التخطيط للتدريس .
4 – الجانب العملي :
ونعني به جميع الخبرات التي ينبغي أن يكتسبها الطالب المعلم بما يساعده على ممارسة التعليم الصفي بنجاح ملحوظ . ويعد هذا الجانب أهم جوانب إعداد المعلم وهو المعيار الأساس في مقدرة الطالب المعلم أن يكون معلماً . مع العلم بأن كل الجوانب الثلاثة السابقة تصب في هذا الجانب إذ مافائدة نجاح الطالب المعلم في جميع المقررات الدراسية وفشله في إعطاء الدروس في غرفة الصف للمتعلمين المنتسبين إلى هذا الصف . وتدخل مقررات طرائق التدريس الخاصة عنصراً مهماً في هذا المجال إلى جانب تقنيات التعليم والتعليم المصغر وممارسة التربية العملية بمراحلها المختلفة . (الأحمد , 2004 , 126-127 )
أهداف التربية العملية :
1 – تخدم كجسر بناء صلب يصل حياة وإعداد الكلية أو معهد التحضير بالمسؤوليات الواقعية لغرف الدراسة الصفية . ان مرور معلمي المستقبل عبر هذا الجسر وتطبيقهم لخبراته يؤهلهم تلقائياً للتكيف مع الحياة المدرسية وتقبل متطلباتها وواجباتها بروح وعزيمة وثقة ودون كثير من المفاجأة والتجربة والخطأ .
2 – تهيئ فرصا عملية حقيقية للمتدربين لاختبار صلاحية المبادئ والمفاهيم التربوية والنفسية التي تعلموها خلال إعدادهم الوظيفي بالكلية والمعهد ، ثم غربلتها لموافقة متطلبات الواقع .
3 – تهيئ فرصا عملية مباشرة للمتدربين لدمج المبادئ والمفاهيم التربوية والنفسية الصالحة مع الخبرات والمتطلبات الواقعية للتربية الصفية ، ثم الاستفادة من ذلك بتطويرهم لأساليب تعليمية أكثر ملائمة وعطاء من كل من الإعداد النظري والممارسات الصفية .
4 – تهيئ فرصا واقعية ومباشرة للمتدربين لمعرفة تلاميذ المدرسة على حقيقتهم نفسيا وسلوكيا وتربويا . تساعد هذه المعرفة المتدربين على تطوير أساليب سلوكية ملائمة لمعاملة تلاميذهم ومعالجة حاجاتهم ومشكلاتهم فيما بعد .
5 – تهيئ فرصاً واقعية وعملية لتطوير قدرة ذاتية لملاحظة التلاميذ والتعرف على رغباتهم وخصائصهم وآمالهم للإستجابة إليها بما يناسب من أساليب تربوية ونفسية.
(ناصر،2001، 59)
مراحل التربية العملية
تمر التربية العملية أثناء إعداد الطالب المعلم بالمراحل التالية :
1– مرحلة التحضير في مؤسسة الإعداد :
1- الاجتماعات التحضيرية :
وفي هذه الفترة يجتمع الطلاب المعلمون – كل في مجموعته – مع مشرف المجموعة حيث يتم التعرف ، حيث يتم تعريفهم بطبيعة التربية العملية ، ويقوم المشرف بالإجابة عن تساؤلات أفرادها والتي قد تتمحور حول ماهية التربية العملية وأهميتها وأهدافها وعناصرها والشروط المطلوبة من الطالب المعلم وآداب المشاهدة والزيارة وكيفية الاستفادة من جلسات التقويم والنقد والبناء .
2- مشاهدة الدروس المتلفزة :
وذلك لمساعدة الطلبة المعلمين في تحليل التفاعل اللفظي ومنحهم قدرا كافيا من الخبرة التحضيرية .
3 – التعليم المصغر :
وهو تقنية فعالة في إكساب الطالب المعلم بعض المهارات الصفية مثل : مهارة التهيئة الحافزة – مهارة طرح الأسئلة – مهارة التعزيز – ومهارة مرونة المعلم وطلاقته اللفظية وكذلك تزويد الطالب المعلم بالتغذية الراجعة الفورية .
2 – مرحلة المشاهدات الحية داخل المدرسة التطبيقية :
تنفذ المشاهدات الحية داخل المدرسة التطبيقية وفقاً لخطة معينة لها أهدافها ولها خطواتها التي من خلالها تتحقق هذه الأهداف ، وباستخدام بطاقات الملاحظة المقننة التي تتضمن الخبرات العلمية التي يكتسبها الطالب المعلم من ملاحظة الحياة المدرسية بصفة عامة والخبرات التعليمية التي تدور في مواقف تعليمية متنوعة .
هذا وتنقسم المشاهدات الحية داخل المدرسة التطبيقية إلى قسمين :
أ- مشاهدات خارج الصفوف الدراسية ، وتشمل النظام المدرسي والحياة المدرسية وأنشطتها وذلك للتعرف على المدرسة والتكيف معها وتلمس العلاقات الإنسانية فيها .
ب- مشاهدات داخل الصفوف ، وتشمل ملاحظة المعلم الأساسي المتعاون أثناء قيامه بأدواره التعليمية المختلفة .
أهداف المشاهدة :
1- التعرف على الأساليب والمهارات الصفية التي يوظفها المعلم .
2- ربط الطالب المعلم لما تعلمه نظريا بما يلاحظه ويشاهده في أثناء حضوره مع المعلم المتعاون في صفه خلال فترة المشاهدة
3- تعلم آداب الملاحظة ومبادئها العامة والإعداد لها .
4- التعرف على خصائص المتعلمين وطبائعهم والسلوكات التي يتبعونها في الصف .
5- اكتساب المتعلم اتجاهات إيجابية نحو مهنة التعليم .
6- اكتساب مهارات النقد البناء والتقويم السليم . ( الأحمد ، 2004 , 188- 189 )
خطوات المشاهدة ( الملاحظة ) :
تمر الملاحظة من قبل الطالب المعلم بالخطوات التالية :
1- الإعداد للملاحظة ، وذلك بالتنسيق مع المشرف و المعلم المتعاون وإدارة المدرسة وتوضيح الهدف منها على أنه هدف تدريبي ليس إلا .
2- تنفيذ الملاحظة بدرجة عالية من الدقة والبدء بها قبل دخول المتعلمين ومتابعتها بعد ذلك أثناء دخول المتعلمين وأثناء الحصة الدرسية
3- تسجيل النتائج والانطباعات فور الإنتهاء من أعمال الملاحظة ثم تعديلها بعد مناقشتها مع المشرف وزملاء المجموعة . ( ناصر ، 2001 ، 64-66 )
أيضاً يمكن للطالب المعلم أن يستخدم أثناء الملاحظة بطاقة ملاحظة مصممة لهذا الغرض تغطي الجوانب التالية ( شخصية المعلم – التفاعل الصفي – التفاعل اللفظي – ربط الخبرات السابقة بالجديدة – أساليب التعزيز – الوسيلة المستخدمة – طريقة التدريس المتبعة – توزيع الوقت .... إلخ . ) ( الأحمد ، 2004 ، 190 )
جلسة المناقشة :
يعقد المشرف جلسة للمجموعة فور الانتهاء من مشاهدة الحصة الدرسية ، والغرض منها هو مناقشة الطلبة المعلمين في ما شاهدوه أثناء الدرس ، حيث يتيح المشرف للطلبة إبداء ملاحظاتهم والتعقيب عليها ومناقشتها ، حيث يكثر المشرف من التوجيه ويقلل من نقدهم على ملاحظاتهم ، ويشجعهم على إبداء وجهات نظرهم . ( المرجع السابق ، 190 )
3 – مرحلة تنفيذ الدروس :
تعد هذه المرحلة من أهم المراحل في برنامج التربية العملية حيث يكون الطالب المعلم مسؤولاً عن تنفيذ جميع المهام والنشاطات التعليمية في الحصة الدرسية ، وذلك بعد أن يكون قد اكتسب الخبرات والمهارات التي تساعده على ذلك . وعلى الطالب المعلم الاهتمام في هذه المرحلة بما يلي :
1 – مهارات تنفيذ الدرس ومن أهمها :
أ- مهارة التمهيد أو التهيئة الحافزة .
ب- مهارة طرح الأسئلة .
ت- مهارة توظيف الوسائل التعليمية .
ث- مهارة التعزيز .
ج- مهارة تنويع الحركات والصوت .
ح- مهارة التقيد بالخطة الزمنية للدرس .
2 – إدارة التفاعل الصفي .
4 – مرحلة الإنفراد بالتدريس :
يقصد بالإنفراد استقلالية الطالب المعلم بمهمة التعليم ، وقيادة العملية التربوية في الصفوف الدراسية خلال فترة تمتد إلى أربعة أسابيع يدرس المتدرب خلالها أربعاً وعشرين ساعة , وهنا يقوم الطالب المعلم بمهمات معلم الصف كاملةً من حيث تقيده بمواعيد الحصص الدرسية والبرنامج الأسبوعي , وتسلسل الدروس وفق المناهج والخطة المقررة .
ويتم تقويم الطالب المعلم من خلال زيارات المشرف المتكررة للوقوف على مدى تمكن الطالب المعلم من القيام بواجباته المهنية على أكمل وجه . ويشارك في تقويم الطالب المعلم كل من المعلم المتعاون ومدير المدرسة بالإضافة إلى مشرف المجموعة ، وذلك وفق بطاقات تقويمية خاصة بكل واحد منهم . حيث تحدد علامة الطالب المعلم وتسلم إلى قسم التربية العملية ومن ثم إلى الامتحانات
مشكلات التربية العملية
أولا - المشكلات المرتبطة بالطالب المعلم :
1- ضعف كثير من الطلبة في صوغ الأهداف السلوكية .
2- عدم تمكن بعض الطلبة من تحقيق الإثارة و التهيئة الحافزة بالتالي يفشل في إثارة المتعلمين وتحضيرهم لموضوع الدرس .
3- فشل بعض الطلبة المعلمين في قيادة الصف حيث تعم الفوضى .
4- عدم التقيد بتوقيت الدوام المدرسي والتأخر عن بعض الحصص أو حتى التغيب عنها دون إعلام مسبق .
ثانياً – المشكلات المرتبطة بالمشرف على التربية العملية :
5- ضعف إلتزام بعض المشرفين بتوقيت الدوام والتأخر عن الحصص الدراسية مما ينعكس سلباً على الطلبة المعلمين .
6- تناقض الآراء والتوجيهات التربوية والتطبيقية بين المشرف على التربية العملية وبين أستاذ الطرائق وأساتذة بقية المقررات مما يضع الطالب المعلم في حرج وضياع .
7- تساهل المشرف في تقويم الطلبة المعلمين أو تشدده أي منحه تقويم متطرف لا يعبر عن حقيقة الأمر ولا عن المستوى الفعلي للطالب المعلم .
8- تفاوت الدرجات الممنوحة بين المجموعات فهناك مجموعات درجاتها مرتفعة ومجموعات أخرى علاماتها منخفضة مما يشكل إحباط لدى بعض الطلبة المعلمين الذين ينتمون للمجموعات ذات الدرجات المنخفضة .
9- غياب العلاقات الإنسانية بين الطلبة المعلمين وبين المشرف في بعض المجموعات مما ينعكس على أداء الطالب المعلم .
ثالثاً – المشكلات المرتبطة بمدارس التطبيق :
1- قلة التقنيات والوسائل التعليمية التي يحتاجها الطلبة المعلمين لتنفيذ دروسهم
2- تبرم المدرسة من الطلبة المعلمين وعدم ترحيبها بهم مما يؤدي إلى التوتر في العلاقات التربوية والإنسانية .
3- عدم توافر المستويات الجيدة من المعلمين المتعاونين .
4- انشغال بعض الإدارات بالأعباء الإدارية وانصراف المدير عن الإشراف على الطلبة المعلمين وإهمال متابعتهم اليومية . ( الأحمد ، 2004 ، 203 )
5- المكان الذي تجري فيه التربية العملية غير مناسب فليس من مدارس مخصصة للتدريب . ( ناصر ، 2001 ، 196 )
6- تكليف الطلبة المعلمين من قبل بعض المعلمين المتعاونين بتدريس موضوعات تم تدريسها من قبل مما يجعل المتعلمين لا يشعرون بأهمية الطالب المعلم ولا يتابعونه .
( الأحمد ، 2004 ، 204 )