لقناعة نعمة من نعم الله عز وجل على عباده، وهي كنز لا يفنى ومعين لا ينضب مهما توالت عليه الأيام، فالإنسان القنوع يرضى دائماً بحاله وبرزقه حيث تسيطر عليه حالة من التوازن النفسي والرضى والسلام الداخلي مع الذات، فتراه يشكر ربه على ما آتاه من فضله ويشعر بأنه كثير، ولا ينظر إلى ما عند هذا أو ذاك، ولا يشغل باله كثيراً بما يملك الآخرون، فهو على قناعة تامة بأن رزقه سيصيبه دون زيادة أو نقصان مادام لا يقصر في السعي ولا يألو جهدا في كسب لقمة العيش عبر الوسائل المشروعة.
القناعة إذن هي الإيمان الكامل بالله عز وجل الرزاق الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدره للآخرين لحكمة يعلمها وحده، العادل الذي يعطي الجميع ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، والرزق لا ينحصر فقط في المال ولكن هناك أنواعا أخرى من الرزق تفوق في أهميتها المال مثل الصحة والأبناء الصالحين والعلم وما إلى ذلك من نعم لا تحصى يهب سبحانه وتعالى كل إنسان مزيجاً منها حتى يتساوى في النهاية الجميع، فلا يوجد من يأخذ كل شيء أو يحرم من كل شيء كما يتصور أصحاب النظرة الضيقة.. يقول تعالى “أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله” (النساء: 54).
الرضا إحساس داخلي يشعر من خلاله المرء بالثقة في النفس وبالتالي لا ينظر بعين يملؤها الحسد الى هذا أو ذاك، والحسد شر يصيب صاحبه قبل أن ينال من المحسود، فالحاسد تقتله نار الغيرة وتتنازعه أفكار مرضية قد تفتك به وتأتي على هنائه واستقراره النفسي فلا يكاد يهدأ له بال وهو يعيش صراعاً داخلياً لا يشعر معه بالسكينة يجعله يتمنى بإلحاح غريب زوال نعمة الآخرين.
الحسد نار تقتل صاحبها وتجعله في عناء دائم وهو تعبير عن نفس مهزوزة لا تثق في قدراتها ولا في حكمة الله عز وجل في العطاء، لان من ينظر الى ما في أيدي الآخرين من نعم مثل المال أو الجاه أو النجاح وخلافه من نعم، يتصور أنهم يملكون كل شيء بينما هو لا يحصل على شيء، وتلك بلا شك نظرة قاصرة الى الأمور، فسبحانه وتعالى يرزق بحكمة لا يعلمها إلا هو وربما يتخيل الحاسد أن شخصاً ما يأخذ كل شيء ولكن حقيقة الأمر أن الله يرزق الناس بالتساوي وان كانت نعمة المال قليلة عند إنسان ما، فإن الله تعالى يعوضه بنعمة أخرى، وهكذا بالنسبة لبقية نعم الخالق عز وجل.
الاسئله
1/صف القناعه
2/هل القناعه تستحق ان تكون كنزا لا يفلي
3/هل القناعه من صفاتك
منقول