مرتها عندما قلت لها نور لا اعلم ما السبب و لكن مستعد ان أقوم بأي شيء كي اجعلها سعيدة هكذا ...
- " لا أشكرك يا حازم "
تركتها و ذهبت إلى " البوفيه " فوجدت حسام يقول لي : " ما الأمر يا حازم , لماذا أتيت متأخرا "
جلست و انا أتحدث معه : " استيقظت متأخرا ... "
سمعت ضحكة منه فنظرت إليه و قلت : " ما الأمر ؟؟؟ "
- " ولماذا استيقظت متأخرا ؟ "
- " لا عليك "
- " حسنا خذ هذه الصينية و قدمها للأستاذ محمود لقد طلب القهوة منذ ساعة "
أخذت الصينية منه و قدمتها للأستاذ محمود الذي يقع مكتبه بجوار مكتب نور , كنت أتمنى ان تفتح باب مكتبها كي أراها مجددا , لكني لم ألاحظ إلا فتاة طويلة تسألني عن مكتب الأستاذة نور ..
فقلت لها باستغراب : " المعذرة و من أنتي ؟ "
قالت بتنهد : " أنا سلمى صديقتها , أين يقع مكتبها "
جاءت الفرصة لي , فقلت لها : " من فضلك انتظريني هنا "
دخلت مكتب نور و قلت لها : " في الخارج فتاة تدعى سلمى ... تقول ان ...... "
دون ان أكمل عبارتي لم ألاحظ إلا ان قامت بسرعة من مكتبها و هي تصرخ : " سلمى حبيبتي "
فذهبت إليها و تركتي وحيدا في مكتبها حتى رأيتها قادمة و معها سلمى صديقتها ..
فجلست نور على مقعدها من ثم سلمى , حتى قالت لها : " سلمى أين كنتي ؟ "
- " كنا في أسبانيا , و لقد عدت منذ أسبوع واحد "
- " و كيف عرفتي مكان عملي "
ضحكت و قالت : " لقد سألت هدى سالم عنك و طلبت أن أأتي دون ان أخبرك "
ضحكت نور ضحكة مليئة بالأنوثة الساحرة , كنت أود ان أقول لها شيئا , أي شيئا يعزز مكانتي عندها ..
حتى قالت : " سلمى , قهوة ام شاي ام شيء بارد ؟ "
نظرت إلي بكل كبرياء و قالت : " احضر لي شرابا باردا , من فضلك "
فقلت في نفسي لا احدا أكثر برودة منك , و تركتها و مضيت سيري نحو " البوفية "
قمت بعمل لها شرابا باردا و طلبت من حسام انه يقدمه لها , لأني منزعج من هذه المتسلطة ..
فرحب حسام بذلك و يشكر على هذا الموقف ...
فظللت أتلصص حتى دخل مكتبها و خرج , فرأيته قادم نحوي و لكن لم اعره اهتماما حتى أقترب مني و قال :
" لقد سألتني عنك "
- " و أنت ... ماذا قلت لها "
- " لا شيء فقط .... فقط منشغل بأمر ما "
- " جيد أشكرك "
بعد مرور ساعتان , رأيت هذه الفتاة تودع نور بحرارة فرأيتها تمر بالقرب مني و تنظر إلي نظرات غريبة لم افهم معناها بتاتا , فقلت هذا شي عادي ...
* * * * *
عند الصباح الباكر رن هاتفي برنة غير معهودة , استيقظت بتثاقل و أخذت هاتفي و أجبت على الفور :
" مرحبا ... "
سمعت صوتا ناعم , رقيق , لا يستطيع الشعراء ان توصفه , او حتى ان تقلده
- " قلت من معي ؟ ؟ "
سمعتها ترد بأنوثة طاغية : " انا نور , بهذه السرعة نسيتني "
أنها نور نائمة , ما هذا الهناء و السعادة التي تنتظرني ,
حتى قالت : " حازم .. هلا تستيقظ و تتابع عملك "
فقلت لها بتلقائية : " أين أنتي "
- " في البيت حتما "
- " لالا اقصد أين بالتحديد ؟ "
بتردد : " في غرفتي "
- " اقصد ما هو وضعك الآن ؟؟ "
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " نائمة ! "
- " حسنا عشر دقائق و سأحضر لك الشاي الأخضر و الكعكة "
- " حسنا مع السلامة "
- " مع السلامة "
و أغلقت على الفور
انا سعيد , نعم , لم اشعر بهذه سعادة من زمن طويل , نعم ...
أخذت اركض في غرفتي الصغيرة و اقفز في أرجائها هنا و هناك , لم اصدق نفسي ...
وصلت البنك باكرا , حتى رآني مدير البنك يقول لي : " ها ... حازم وصل باكرا , لماذا "
ابتسمت و قلت له : " لن أتأخر بعد الآن "
فقال بكبرياء : " من اجل العقوبة أليس كذلك "
نظرت إليه دون ان أحدثه حتى قلت : " لا .... أشكرك "
وتركته و مضيت سيري نحو " البوفيه "
جلست عند باب " البوفيه " أراقب مكتب نور , لم تصل الى الآن ... لماذا ؟ , لقد تأخرت عشر دقائق , ماذا افعل , سوف اتصل بها اطمئن عليها ...
أخذت هاتفي و بسرعة اتصلت بآخر رقم وصل لي
انترظت قليلا حتى سمعت صوتها فقلت : " مرحبا آنسة نور "
- " مرحبا حازم , ما الأمر ؟ "
- " لا شيء أطلاقا و لكنك تأخرتي , أليس كذلك "
ضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " لالا أنها زحمة المرور , أنا قادمة الآن "
- " حسنا مع السلامة "
و أغلقت الهاتف و قلت بصوت عالي : " أنا أحبك يا نور "
حتى قدم حسام و أفزعني بقوله : " مرحباااا "
نهضت على الفور و قلت : " ما الأمر ؟ "
يتحرك و هو متجه نحو موقعه : " قم بتجهيز قهوة السيد عادل كي أقدمها له "
- " حسنا "
بعد دقائق رأيتها نور قادمة و في يديها مفاتيح مكتبها , اقتربت أكثر و أكثر , و لكني توقعت أن تمر أولا ترمي السلام عليّ , لكنها لم تفعل , فلا بأس لا أريد ان احد يراها و يقول لها كلمة قد تزعجها ...
دخلت مكتبها بينما أنا أقوم بتجهيز الشاي الأخضر و الكعكة الفاخرة ....
حملتهما على صينية و توجهت إلى مكتبها و طلبت إذن الدخول فسمحت لي فرأيتها على غير طبيعتها , هذه أول مرة تضيع مساحيق تجميل على وجهها و لكني اندهشت قليلا ....
فرحبت بي قائلة : " كيف حالك يا حازم "
- " الحمد لله , أشكرك لأنك كنتي سبب في إيقاظي اليوم "
- " العكس تمام انا فرحة لذلك "
قدمت لها الشاي و الكعكة و هممت للخروج ولكن وقفت فجأة و قلت لها :
" المعذرة و لكن لماذا تضعين مساحيق تجميل على وجهك "
لم ألاحظ و إلا أخرجت من حقيبتها مرآة صغيرة و أخذت تمسح تلك المساحيق بواسطة المناديل بكل حرج
فقالت : " أنا آسفة حقا , لقد كنت أمس في حفلة و نسيت ان امسح تلك المساحيق "
شعرت بأني تدخلت في مالا يعنيني , فقلت لها : " لا بالعكس تمام انا اعتذر ... "
- " لا عليك "
- " هل تريدي مني شيئا آخر "
بعدما انتهت من مسح المساحيق من على وجهها قالت :
" اعلم ان هذا ليس من عملك و لكن هناك مستندات أريد ان تجلبها لي من الأستاذ عادل "
- " حسنا , لا عليك ... "
- " أشكرك تفضل "
ارتبكت وتغير لون وجهها و أخذت تقلب فى الأوراق من أمامها , - لم تكن هكذا منذ قليل - , يبد ان أخجلتها يا ليتني لم اذكر لها ذلك , اللعنة علي , ربما وضعت تلك المساحيق من أجلي , سحقا لي ....
خرجت من مكتبها متوجها نحو مكتب الأستاذ عادل فطلبت منه المستندات الخاصة بالآنسة نور فأعطاني أيها , وأخذتهم جميعا و ذهبت الى مكتبها و دخلت عليها بهدوء و قلت :
" لقد جلبت لكي المستندات التي قمتي بطلبها .. "
- " أشكرك "
- " تفضلي " و ناولتها تلك المستندات و انصرفت على الفور ...
قد قارب اليوم على الانتهاء , لم ألاحظ و إلا نور طلبتني دون ان تضع سببا لذلك ..
فدخلت عليها فقالت لي قالت : " هل أنت مشغول ؟ "
- " لا ما الأمر "
حدثتني بعد أهمية : " لالا تعال اجلس هنا "
فجلست أمام مكتبها و بدأت تتحدث معي و كأنها تختبرني , و بدأنا ندخل في التفاصيل حتى قالت لي في النهاية : " كم يبلغ عمرك ؟؟ "
- " انا عمري 21 عاما "
ضحكت و قالت : " أرأيت أنا اكبر منك بـأربع سنين "
اصطنعت ابتسامة و قلت : " حقا ؟؟ "
- " نعم , في نهاية السنة التي مضت أتممت 25 عاما "
ما الأمر ؟ هل هذا حقيقي , هل هذه الفتاة التي ... التي ..... نعم التي أحبها تكبر عني بـأربع سنوات , هذا غير معقول , هذا غير منطقي , كيف هذا ...
عندما رأتني نور شارد الذهن أشارت بيدها و هي تقول : " هاي ... اين أنت "
- " نعم نعم ... انا هنا ... "
فسألتها بسرعة : " هل أنتي مخطوبة ؟ "
نظرت الي يديها و قالت : " هل أنا ارتدي محبس الخطوبة ؟؟ "
بإندهاش : " لا "
- " حسنا , .... "
و بدأنا نتكلم في أمور الدارسة حتى ذات مرة لا اعلم اذا كانت أخطأت ام أنها فعلت ذلك عن عمد قالت :
" لا لا انتظر يا حبيبي ... " لم الحظ إلا و أنها كتمت باقي الكلام ثم قالت : " آسفة انا آسفة ... "
صمتت لفترة قصيرة ثم أكملت حديثها بطريقة عادية جدا و كأن شيء لم يكن ...
* * * * *
مر اليوم التالي , و نور أيقظتني بنفسها مجددا ...
ولكن اليوم قررت بأن اخبرها بأني أحبها .... و لكن كيف أخاف ان تقوم بتقديم شكوى ضدي و اخسرها للأبد ... حسنا يجب ان اخبرها بطريقة غير مباشرة ...
دخلت على مكتبها و قدمت لها الشاي الأخضر و الكعكة الفاخرة , فطلبت مني ان اجلب لها بعض المستندات من الأستاذ عادل فرحبت بذلك ..
خرجت من مكتبها متوجها نحو مكتب الأستاذ عادل فطلبت منه المستندات الخاصة بالآنسة نور فأعطاني إياها و ذهبت الى البوفيه على الفور ...
لم يكن هناك أحدا , حتى سنحت لي الفرصة ان افعل ما نويت ان افعله ..
أخذت الكراسة التي تحتوي على حسابات الموظفين و دسست فيها ورقة تحتوي على ثلاث كلمات
" I Love You "
أخذت تلك المستندات مع تلك الكراسة الصغيرة و ذهبت بها الى مكتبها على الفور
- " تفضلي ها هي المستندات .. "
- " أشكرك "
- " تفضلي " و ناولتها تلك المستندات و انصرفت على الفور ...
جلست على مقعدي في " البوفيه " و أخذت أفكر هل قرأتها , هل قرأتها ... , لا اعلم , حسنا كيف سوف اعرف ... ؟
مرت ساعة تقريبا , حتى رأيت حسام يبحث عن شيئا ما فقلت له : " عن أي شيء تبحث ؟ "
رد بتلقائية : " الكراسة التي نسجل عليها حساب الموظفين لا أجدها ؟ "
نهضت و قلت له : " سوف ابحث لك عنها , الآن خذه هذه القهوة الى الأستاذ منير و عندما تعد سوف تجدها إن شاء الله "
بسرعة ذهبت الى نور و قلت لها : " هل تريدي شيئا لم تطلبي شرابا منذ ... تقريبا ساعة "
ضحكت نور ثم قالت : " لا أشكرك , لا أريد شيئا "
و تركتني و ظلت تتأمل ما لديها من الأوراق , ماذا افعل ... ماذا افعل ... فقلت لها بسرعة عندما رأيت جزء من تلك الكراسة : " اوه , ان هذه الكراسة لنا , يبدوا أني جلبتها مع المستندات خاصتك , اعتذر لكي "
- " لا عليك تفضل خذها "
كنت أود ان تعطيني إياها بنفسها لكن لم تفعل ....
حتى أخذتها و خرجت و لم ألاحظ عليها أي تعابير مختلفة على وجهها , ربما لم تقرأ تلك العبارة ...
أخذت الورقة من داخل الكراسة و دسستها في جيبي , و تظاهرات بأني وجدتها في مرمى " البوفيه "
انتهى اليوم على ذلك ...
مضى قرابة أسبوعان على نفس المنوال ....
كل ما ادخل عليها أدس لها تلك الورقة في أي مكان و لكنها تتظاهر بأنها مهتمة بشيء آخر , و أنا متأكد بأنها رأتها و لكنها لم تبدي ذلك ... , ماذا افعل , لقد أرسلت إليها أغاني و كأني اطلب رأيها فيها و جميع تلك الأغاني تعبر عن حبي لها , و إعجابي بها و أني اسألها اذا كانت ترضى بي ام لا ..
في يوم كنت في " البوفيه " و جالس بجواري حسام , سألته بطريقة عابرة : " لماذا لم ترتبط الى الآن ؟ "
ضحك و قال : " لست مطر لذلك , النساء كثيرون و يوم ما أود الزواج بتأكيد سوف أجد الآلاف , و لكن الآن أريد الاستمتاع بملذات الحياة قبل دخولي المعتقل ... "
ضحكت و قلت له : " لهذه الدرجة ؟ "
- " بلى "
- وقف حسام و قال : " هل تريد شاي ؟ "
- " حسنا , لا بأس "
و بدأ في تحضير الشاي حتى سألته : " ما رأيك إذا مثلا ارتبطت بشابة اكبر منك قليلا ؟ "
رد دون ان ينظر إلي : " تقصد أنت و نور ؟ "
احمر وجهي على الفور , نهضت بسرعة و قلت بتردد : " ما..ذا ... ماذا تقصد ؟ ؟ "
التفت إلي و قال بثقة : " اقصد أنت و نور ؟ "
لم أستطيع الإجابة , و كأني شعرت بان قصتي أصبحت على الملأ و الجميع على علم بها ...
ثم قال : " تفضل هذا الشاي لك "
و أخذت منه الكوب و جلسنا مجددا , حتى سمعته يقول : " لا تقلق , هذا السر لن يعرف به أحد , و لكن ماذا تنوي أن تفعل , الأمر معقد , أليس كذلك "
نظرت الى الأرض و قلت : " اعلم و لكن ما الحل , انا اعرف تماما أنها على علم بي , و لكن تتجاهلني "
- " ربما لأنها تقدرك و تحترمك و لا تريد ان تجرحك "
فقلت بيأس : " أنها كذلك تزيد ناري نار .. "
- " اهدأ يا حازم , لدي فكرة "
- " ما هي ؟؟ "
- " اخبرها بأنك تريد ان تترك العمل هنا "
- " و ..... "
- " و انك لم تستطيع العمل هنا لأسبابك الخاصة "
- " و اذا طلبت معرفتها ؟ "
سكت قليلا ثم قال : " حاول ان تختلق لها قصص لا حل لها "
بدأت في التفكير قليلا ربما هو على صواب فقلت فجأة : " و إذا فشلت هذه الخطة "
- " لا تقلق , لن تفشل .. "
ثم أضاف : " و لكن تأكد انك تريدها يا حازم , لا تتسرع و تجرح قلبها .. و اذا كانت تريدك سوف تصّر على بقاءك هنا ام اذا ...... "
- " الحق معك "
ربما هذه القصة سوف تجيد نفعا , و لكن إذا تقلبت الأمور و قالت أتمنى لك مستقبل أفضل , ماذا افعل ...
طلبت الإذن للدخول فدخلت حتى سمعت " تفضل "
- " مرحبا , آنسة نور "
- " تفضل , يا حازم , لقد طلبت بيتزا سوف تصل قريبا , تعال "
- " ماذا ؟ "
- " اليوم انتهى , و انا ادعوك على الغداء , هل ترفض دعوتي "
- " لا لا بالعكس تماما , و لكن ... "
قاطعني صوت الطارق بقوله : " سيدتي "
فقالت له : " ادخل "
فرأيت رجل التوصيل يحمل بيتزا فاخرة كما قالت نور منذ قليل , فدفعت له الفاتورة و غادر على الفور ..
لأول مرة أرى هذه المشهد بلى أعيشه , فتاة بجمالها و بمركزها تدعو خادمها على الغداء و في مكتبها ..
أخذت حصتي من البيتزا و هي كذلك , كنا نتبادل القطع كما لو كنا زوجين متفاهمين و هذا ما تمنيته ...
و قبل أن افرغ من الطعام قالت لي : " ماذا كنت تريد مني ؟؟ "
قلت لها بتردد : " أنا اعتذر لكي و لكني لن أأتي بعد اليوم "
صدمت عندما سمعت تلك الكلمات حتى وقعت منها قطعة البيتزا التي تأكل منها و قالت :
" لماذا , ما الأمر , هل هناك من أزعجك "
- " لالا العكس , و لكني لم اعد صالحا لعمل مثل هذا , أريد ان اعمل في جهات أخرى .. "
- " لماذا .. ؟ "
بتردد : " لقد تعبت من هذا المكان , .. "
- " اردد نفس السؤال لماذا ؟ "
- " أرجوك يا آنسة نور ... "
- " حسنا يا حازم , كما تريد "
شعرت بأنها حزينة , لا تنظر إلي , و لا تأكل , و و كأنها سمعت خبر وفاة أحد أقربائها , حتى قلت لها :
" من فضلك تناولي تلك القطعة المتبقية "
فصرخت و قالت : " لا "
شعرت بالإحراج فقلت لها : " هل تريدي مني شيئا ؟ "
ردت عليّ دون ان تنظر إلي : " لا تفضل "
و خرجت الى البوفيه فرأيت حسام في انتظاري و يقول : " ها .. ماذا حدث "
شرحت له بأنها دعتني على بيتزا و في نهاية الجلسة قلت لها ..
فصرخ و قال : " أنت جبار .. "
- " هذه الفتاة دعتك على بيتزا فاخرة و أنت بقلبك الحجر هذا قلت لها بأنك سوف تترك العمل ؟؟ "
- " نعم هذا ما حدث "
فردت و قال بيأس : " أنت عكست الأمور ...... , كان الله في عونك "
* * * * *
طلبت من المدير إجازة لمدة أسبوع كي أرى ما سوف يحدث خلال هذه المدة , و لكن لم تضف جديدا ...
حتى سمعت من حسام بأنها أقلعت عن الشاي الأخضر و الكعكة منذ أن تركت العمل ...
و بعد انتهاء الأسبوع اتصلت بنور كي أطمئن عليها , فكان صوتها هادئ و ناعم جدا :
" مرحبا يا حازم كيف حالك و كيف حال العمل جديد ؟ "
فقلت لها : " بخير و أنتي كيف حالك "
- " و انا أيضا بخير "
فقلت لها بثقة : " نور .... ! "
ردت بسرعة : " ماذا "
- " أنا أحبك "
أحرجت نور بشدة و تمتمت بكلمات لم افهمها و لكن شعرت بأنها سعيدة بذلك
حتى قالت بصوت ينم عن الفرح : " مع السلام يا حازم "
لقد كنت سعيدا جدا , كانت هذه أول مرة في حياتي انطق بكلمة أحبك , لم أتلفظ بها قط لأي أحد , و ها قد جاء موعدها .. كم انا سعيد ... و لكن هذا لا يعني بأنها وافقت بي ..
اليوم التالي ذهبت إلى البنك و بدأ عملي بشكل طبيعي , أتحدث مع نور بطريقة رسمية فقط و لم نتحدث عني و عنها قرابة يومين ...
و في اليوم الثالث في نهاية اليوم طلبت مني أن اجلس معها كي نتحدث قليلا ...
- " حازم , انا اعلم ان الأمر صعب عليك , و لكن يجب ان تتفهم هذا "
- " المعذرة , ماذا تقصدي ؟ "
- " اقصد السن , انا اكبر منك بأربع أعوام , و هذا سوف يسبب لك مشكلة بالتأكيد "
ابتسمت و قلت : " لا ... "
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " اسمعني يا حازم , الأمر معقد صدقني , و انا أيضا احبك و لكن الأمر أكبر مني و منك "
فرحت جدا لأني سمعت تلك الكلمة منها فقلت في سعادة : " الأمر أكبر مني و منك , كيف ؟ "
- " والدي لن يرضى بهذه السهولة ؟ "
- " لأني اعمل فراشا لديكم ؟؟ "
بسرعة : " لا لا لا , لكن .... "
ثم أضافت : " صدقني , .. "
حزنت قليلا و قلت لها : " انا احبك , و أريدك ان تكوني زوجة لي , هل هذا كثير ؟؟ "
- " بالطبع لا , أنت شاب في مقتبل العمر , سوف تجد الفتاة التي تسرك .. "
- " حسنا يا نور , لن تري وجهي بعد اليوم "
صرخت بسرعة و قالت : " لا لا لا ... لم اقصد هذا "
سكتت ثم قالت : " لا أريد ان تترك العمل هنا , و في نفس الوقت أنا أصبحت اعتمد عليك و لا اعتقد أني أستطيع العمل هنا بدونك , صدقني يا حازم "
- " أنتي تريديني ان أبقى بجوارك , دون ارتباط ؟ , لقد قمت بتسهيل الأمر , اذا كنتي تحبينني فعلا "
ظلت تفكر و تفكر حتى قالت : " ماذا سوف تفعل ؟ "
- " سوف اخبر والدك بأني احبك و أريد الزواج منك .. "
فرحت نور كثيرا و لكن شعرت بأن شيء ما تخفيه بداخلها ...
فأمسكت يديها على الفور و قبلت كفها برفق و قلت لها : " أني احبك و ولم ولن أتمنى انسانة لي غيرك "
فقالت دون ان تنظر إلي : " أخاف ان يكون تعلقك بي شيء مؤقت , أخاف بعد مرور زمن تدرك بأنك أسئت الاختيار "
فقلت بهدوء : " لا يا حبيبتي , لن اسمح لهذا ان يحدث "
علمت لاحقا بأنها معقدة من الرجال بسبب تجربة ما , لذلك لم ترتبط بأحد طوال هذه الفترة ..
أصبحنا نتبادل الاتصال دائما و في كل مرة اعبر لها عن حبي , و أني أتمنى و ان أرها كل اليوم ...
تركت العمل في البنك و عملت في مركز أعلى قليلا براتب أفضل كي أستطيع ان أوفر لها كل ما تحتاجه , تقدمت الى والدها و طلبت يدها منه , فنظر الي نظرات غريبة فتنبأت بالرفض , و لكن والدها سامحه الله فرض بعض الشروط التعجيزية كي أنال ابنته , و انا أسعى إلى تحقيق ذلك ...