وضعت الدولة هدفاً لن تتخلى عن بلوغه بأن تصبح مركزاً للامتياز في اللغة العربية، كونها رمز الهوية الوطنية العربية والإسلامية، وهو ما تضمنته رؤية الإمارات 2021، ومن أجل ذلك تبذل المؤسسات التعليمية في الدولة جهوداً مكثفة لدعم برامج ومبادرات اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية، حيث انتهت وزارة التربية والتعليم من إعداد مبادرة تقضي بإلزام المدارس الخاصة بتدريس مواد «التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية».
المبادرة التي حصلت «البيان» على تفاصيلها أعدها مختبر الإبداع الحكومي وتتضمن تشكيل فرق رقابية لمتابعة المدارس الخاصة وإلزامها بخطة سنوية لتعزيز المواطنة، وتنظيم ورش عمل لتطوير قدرات المعلمين، إضافة إلى تنظيم مسابقات وأنظمة لربط التعليم الخاص ببيئة الإمارات.
ولم تتجاهل المبادرة الزيارات الميدانية التي من المفترض أن تنظمها إدارة التراخيص لضمان جودة تعلم الطلبة المناهج بشموليتها ومزجها بين المعرفة ومنظومة القيم، والموروث الثقافي الإماراتي، والتعايش المجتمعي.
آليات تنفيذ
وتفصيلاً، كشفت منى الجسمي مديرة إدارة تراخيص المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم، لـ«البيان» تفاصيل مبادرة إلزام المدارس الخاصة بتدريس مواد «التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية» في المدارس الخاصة، والتي تعد إحدى مبادرات «المختبر الإبداعي الحكومي»، وتتضمن المبادرة عدة آليات تنفيذية تضع نظاماً إلزامياً لهذه المواد الأساسية.
وقالت: سيتم تشكيل فرق رقابية ودعم بإشراف الوزارة لمتابعة التزام المدارس بتطبيق المنهاج المستهدفة، واعتماد مبدأ الشراكة بين مدارس التعليم الخاص والتعليم الحكومي، وتعزيز تبادل الخبرات بين المدارس الحكومية والخاصة، وذلك من خلال ورش العمل المشتركة أو حضور حصص نموذجية تسهم في تطوير قدرات المعلمين في المدارس الخاصة في تدريس المواد الثلاث، وكذلك اعتماد معايير لاستقطاب المعلمين المؤهلين لتدريس المواد المستهدفة، كما سيتم إلزام المدارس الخاصة بإعداد خطة سنوية واضحة تتضمن أنشطة منهجية ولا منهجية لتعزيز المواطنة لدى الطلاب تقدم للوزارة لأخذ الموافقة، لافته إلى أن الوزارة تعتزم تنظيم مسابقات وأنشطة للتعليم الخاص تسهم في ربط المدارس ببيئة دولة الإمارات، وذلك بعد أن يتم اعتماد معايير ونواتج التعلم للغة العربية «للناطقين وغير الناطقين بها» والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية.
خطة شاملة
وأضافت: إن المبادرة تسهم في إعداد خطة متكاملة لتفعيل إلزامية تطبيق مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية في المدارس الخاصة وتنفيذ برامج وأنشطة إثرائية بهدف تعزيز الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية وثوابتها الفكرية، مشيرة إلى أن ما يبرر الحاجة إلى هذه المبادرة الوطنية المهمة تنوع البرامج والمناهج التي تقدمها المدارس الخاصة، والتي لا تجعل من نتاجات التعلم المتعلقة بالتربية الوطنية واللغة العربية والتربية الإسلامية أولوية أو ذات أهمية في كثير من الأحيان، وخاصة أن عدد المدارس الخاصة في الدولة في نمو مستمر وهي تسهم جنباً إلى جنب مع المدارس الحكومية في توفير الخدمات التعليمية، منوهة إلى أن تلك المدارس الخاصة تستخدم أنظمة مختلفة للمناهج وتشكيلة واسعة من المقررات الدراسية العربية والأجنبية، إذ إن عدد الطلاب المواطنين بها في نمو مطرد حسب إحصاءات قطاع التعليم.
وتابعت: إن المبادرة تهدف لوضع نظام متكامل لإلزام المدارس الخاصة بتدريس مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، واعتمادها في صلب نتاجات التعلم للطلبة المواطنين والعرب مع مرونة لغيرهم دون إخلال بالحد الأدنى للإطار العام للمناهج الوطنية، والعمل على ترسيخ الهوية الوطنية من خلال تدريس حزمة مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، وترسيخ الثقافة الإماراتية من خلال تدريس حزمة مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية.
منظومة قيم
وأوضحت مديرة إدارة تراخيص المدارس الخاصة أن المبادرة تسعى إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية من خلال تدريس حزمة مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، وتقوية مضامين مناهج اللغة العربية والتربية والإسلامية والدراسات الاجتماعية، بالتكامل والعمق والأنشطة التي تبني الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية ضمان جودة تعّلم الطلبة لمضامين هذه المناهج بشموليتها بين المعرفة ومنظومة القيم، والموروث الثقافي للشعب الإماراتي، وذلك بالتعايش والتفاعل.
وأفادت بأنه سيتم متابعتها من خلال الزيارات الميدانية التي تنظمها إدارة التراخيص والمراقبة عليها، حيث قامت الإدارة بتنظيم أول اجتماع تنسيقي نهاية الأسبوع المنصرم مع مجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، لتعريفهم بأهمية المبادرة وأهدفها وخطوات التنفيذ.
دور حيوي
قالت منى الجسمي مديرة إدارة تراخيص المدارس الخاصة: منذ نشأة الاتحاد والتعليم يحظى بمكانة عالية، حيث توليه الدولة أهمية بالغة إيماناً منها ومن قيادتها الرشيدة بأن التعلم له أهمية كبيرة لا يمكننا إنكارها، لا سيما في عالم اليوم، فلقد غدا دور التعليم حيوياً للغاية، ولاشك في أنه ضروري من أجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن وجود التعددية في معظم مدارس الدولة الخاصة، ما ساهم في فقدان الهوية الوطنية للطلبة المواطنين.
وأضافت: تشير التقارير المتعلقة بالتعليم الخاص إلى الحاجة إلى تعزيز الهوية الوطنية وثقافة الدولة في تلك المدارس، نظراً لضعف التزام المدارس الخاصة بتطبيق ما ورد في القرار الوزاري رقم (32) للعام 2005 بشأن تعديل المادتين (31-32) من اللائحة التنفيذية لقانون التعليم الخاص الصادرة بالقرار الوزاري رقم (4592) لسنة 2001 والخاص بتدريس المواد الثلاث ومؤهلات المعلمين، واللائحة التنظيمية للتعليم الخاص الصادرة عام 2008.
 وتابعت: من هنا جاءت أهمية هذه المبادرة، حيث صدر قرار مجلس الوزراء رقم (378/14وا/4) بجلسته الاستثنائية رقم 14 بتاريخ 8/12/2013 وفور صدور هذا القرار قامت الوزارة بتشكيل فريق عمل من المختصين، وذلك خلال «مختبر الإبداع الحكومي».

بارك الله فيك علي الموضوع

منور الموضوع

جزاك الله كل خير

منور يسلمو ع الرد

منور يسلمو ع الرد

شكرا لك

طرحت فأبدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص تقديري واحترامي

موضوع جميل .. شكرا لك .. يسلموو

شكرا لك