....ثمن البراءة....

الحاج إبراهيم إنسان عصامي بنى ثروته الطائلة من تجارته مع والده الذي كان يسافر لمسافات طويلة بين بلد وآخر لأشهر عدة يعود بعدها محملا بالبضائع التي لم تكن موجودة في البلاد آنذاك كالأقمشة والبهارات والشاي والحلويات وكان يبتاع كل ما رأت عيناه وكان اكثر التجار ينتظرون عودته لشراء البضائع الجديدة منه...
وفي رحلته الأخيرة اصطحب ولده البكر “إبراهيم” معه حتى يتعلم التجارة وكان كما قالوا “هذا الشبل من ذاك الأسد” فقد فاقت شهرته شهرة والده وكبر اسمه في السوق حتى أصبح اكبر تاجر في المنطقة كلها، وكان معروفاً بكرمه، فلا يرد طلباً ولا يخيب رجاء.. وذات يوم قصده رجل قال له انا جارك سالم، وكان والدي رحمة الله عليه من أصدقائك المقربين فقام عن مكتبه وأخذه بالأحضان قائلا: أهلا بك يا ولدي. أين انت منذ فترة لم يعد احد يسمع عنك شيئا فقال: كنت في حالة لا يعلم بها إلا الله عز وجل فقد خسرت خسارة فادحة في تجارة السيارات وأخذ شريكي سامحه الله كل ما املك بحجة انه سوف يسافر لشراء السيارات من إحدى الدول الأوروبية لنضعها في المعرض الذي املكه واختفى وبحثت عنه كثيرا في البداية خوفاً من ان يكون اصابه مكروه، لكنني علمت انه بخير وأرسل بطلب عائلته من بلده لملاقاته هناك حيث سافروا معه الى جهة مجهولة وها انا قد عممت عليه وتوجد شكوى باسمه في كل البلدان تقريبا لكن ولغاية الآن لا جديد واصبحت لا املك شيئا واقترضت مالاً من المصرف لا بد من سداده والا افتضح امري وشمت بي الجميع، عندها تذكرت والدي رحمه الله عندما أوصاني ان التجىء إليك إذا ضايقتني أعباء الحياة وها انا أتيتك وأرجو ألا تردني فقال الرجل الطيب: آمر يا ولدي كم تريد قال سبعمائة ألف للمصرف وخمسمائة ألف لابتاع سيارتين فقام الحاج إبراهيم الى خزانة نقوده وأعطاه مليوني درهم وسجل المبلغ في دفتر حساباته، عندما رأى سالم المبلغ صعق وقال: هذا كثير يا عمي فأنا اريد فقط المبلغ الذي طلبته فقال له: اذهب وعسى الله ان يوفقك عندها تعيده لي، فقال: انا لا اعرف كيف أشكرك ثم طلب منه ان يكتب له كمبيالة بالمبلغ فقال له الحاج لا داعي يا ولدي فبيني وبينك الله فهو نعم الوكيل ونعم الشهيد.

بعد سنة تقريبا مات الحاج إبراهيم وترك زوجة وأربعة أطفال أكبرهم في الثالثة عشرة من عمره، بعد فترة كانت زوجته بمساعدة شقيقها المحامي يراجعان دفاتر زوجها وسجلاته التجارية وما له وما عليه، ومرت الشهور على الوفاة، فبعثت زوجة ابراهيم الى سالم تطالبه بما لزوجها عليه من دين ولكنه أنكر انه مدين بشيء لزوجها وزعم انه دفع له ما كان عليه من دين بعد مرور ستة اشهر وقال لها ربما نسي زوجك تدوين قيد الدين في سجلاته. وصار يشيع بين الناس بان أرملة الحاج إبراهيم تطالبه بدين قد وفاه والا أين سند الدين ولماذا لم يجدوه أمعقول ان يعطي أحد مبلغا مثل هذا دون مستند او كمبيالة، لكن قسما كبيرا من الناس لم يصدقوا سالم لأنهم كانوا يعلمون ان الحاج ابراهيم كان يقرض النقود للناس حسبة لله من دون سندات فالتجأت زوجة الحاج الى بعض أهل الخير ليحملوا سالم على تبديل موقفه قبل ان تصل الأمور الى المحاكم لكنه أعرض وتمادى واستكبر وأصر على النكران، فوكلت الزوجة شقيقها وتم استدعاء سالم الى المحكمة فحضر ولم ينكر أنه اقترض المبلغ من الحاج إبراهيم لكنه أعاده بعد مرور اقل من سنة، وشهد عدد من الرجال بان الحاج رحمه الله كان باراً بجيرانه خاصة وبالناس عامة وكان يقرض المحتاجين ويكتفي بتسجيل قرضه في سجل خاص وعندما نسأله يقول المال مال الله وقد كنت فقيراً فأغناني، وكنت يتيما فآواني، فلن أقهر يتيماً ولن أنهر سائلاً ويختم كلامه بالقول: يا ليت لي في كل قبر ديناً.

وأمام المحكمة قال القاضي لسالم هل تقسم بالله بأنك لست مديناً للحاج إبراهيم بهذا المبلغ ولا بغيره وانك دفعت ما كان له عليك من دين؟ فقال المتهم: أقسم بالله.. وأقسم واضعاً يده على القرآن الكريم، فنطق القاضي بالحكم: البراءة.

خرج المتهم مرفوع الرأس شامخا من المحكمة وكان ذا هامة وقامة وصحيح البدن قوي البنية سليما معافى وهو في ريعان الشباب وما كاد يغادر القاعة حتى وقع ارضاً فهرع الناس ليجدوه ممددا على الأرض جاحظ العينين، مفتوح الفم، اصفر الوجه، أمسكه صديقه من يده وجس نبضه وقال مصعوقاً: لقد مات!

لقد نجا سالم من حكم الأرض لكنه لم ينج من حاكم الأرض والسماوات إذ انه تجرأ وأقسم كذباً، أما قرأت قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:”ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها”.

بارك الله فيك على القصة الرائعة

قصة جميلة

أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبي

اسير الماضي كتب:: بارك الله فيك على القصة الرائعة

بارك الله فيك على المرور الجميل :redrose:

3zzo كتب:: قصة جميلة

مرورك الاجمل اخي :redrose:

AmEr-Dz كتب:: أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبي

لك الشكر من كل قلبي :redrose:

شكرا على القصة الرووعة

a.c hip-love كتب:: شكرا على القصة الرووعة

مرورك الاروع اخي

شكرا علي الموضوع الجميل

شكرا على القصة الروووعه

شكرا لك

قصة معبرة جدا

شكرا جزيلا لك

ودي واحترامي

بارك الله فيك على الموضوع المميز

شكرا لك

ماأجمل تلك المشاعر التي

خطها لنا قلمكِ الجميل هنا

لقد كتبتِ وابدعتِ

كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها

فكم استمتعت بموضوعك الجميل

بين سحر حروفكِ التي

ليس لها مثيل

دمت بألف خير

شكرااا على الموضوع الرائع

َشكًرا َلكًَ #