ما لى أحن لمن لم ألقهم أبدا ... ويملكون على الروح والجسدا
" تميم البرغوثى "
كان هنا أقلام منيرة ...
طوتها أقلام آخر !
ربما يتساويان فى البريق ،،،
ولكن القديم له رونق المهابة ،
فقد عاصر الأعصر التى
مهدت ما نحن به الآن .
كيف اختفى النور من مددها مرة واحدة ؟
ولأين ذهب ؟
هل رضوا أن ينيروا طريقا غير طريقهم ؟!
هل ملت اليراعة من وحى وجدانهم ؟!
ما الذى حدث ؟!
يا من تقرأ الآن ...
وتقول لنفسك ...
عن أى شىء تقصد يا غلام ؟
رحلنا لأن سنة الحياة الترحال ،،،،
ويوما ما سترحل ويرحل أقرانك ،
ويأتى آخرون يقلبون صفحاتكم ،
وينظرون لحرفكم ،
ويقولون لأشباحكم ،
كان هنا أقلام منيرة .
أين ذهبت يا شيخ الأدب ؟!
يا ملوكا تركت قلاعها وتيجانها بإختيارها !
ما أقسى الزمن !!!
كيف يفرق الأصحاب بعد ود وألفة ؟!!!
كيف يغيب للقلم نور ؟!!!
كيف يختفى الحرف الوقور ؟!!
وصاحبه من خلف الستار ساكن !
أنا هناك معهم الآن ...
أشهد عقولهم الناقدة ... بصمت ،
وقلوبهم الغابطة ... بصمت ،
وعيونهم الثاقبة ... بصمت ،
إن المهابة هى الصمت .
فاقبلونى بينكم يا رفاق ،
أتيت أخيم خلف ستار المسرح العريق ،
مع الأساطير التى كنت أقلب صفحاتها ،
وأتعجب !!!
أين هم الآن ؟!!!
هل يقرأون بخفاء ؟؟؟
أم غابوا ككل شىء جميل فى هذا الزمن ؟!!!
خلف الستار جلسنا على مائدة كروية ،
نتناوب فيما بيننا كتب تاريخية وإجتماعية وأدبية
وروايات الحب الضائع ،
أنظر إليهم بكل رهبة ودهشة ،
من أين كل تلك المهابة والوقار لهذه العصبة
صغيرة السن ؟!!
قال لى أحدهم بعد أن ناولنى ديوان " بن هانىء "
لا تتعجب يا أنت ،
فقد صنعت حروفنا قبل أرواحنا ما ترى ،
وجاء الوقت ، فانفرط العقد ،
فاختفينا واحدا فواحدا ،
ولكن تركنا خلفنا إرثا لعقول الغد المستنيرة ،
فاسترح قليلا فلربما نعود كلنا يوما إلى المملكة !!!
" جرح طفيف فى ذراع الحاضر العبثى ، والتاريخ يعيد نفسه " محمود درويش
غاب الزمان بالأحباب والصحب_
فاكتب مراث إلى شرق إلى غرب
ملت نفوس ما عراها من القلم
وأدت يراعا فما عاد من الترب
ما بالهم صمتوا من بعد زئرتهم
ورضوا الركون بين النظر والعجب